الصفحات

المكتب الاقليمي للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي .

الأعضــاء

يتم التشغيل بواسطة Blogger.


تقرير حول الإضراب عن الطعام والوضعية داخل السجن

"حقائق ووقائع صادمة داخل السجن"

لطالما أطنب النظام الرجعي القائم ببلادنا آذان الرأي العام المحلي والدولي حول مغرب "الحداثة" و" المؤسسات" و"توسيع هامش الحقوق والحريات " حيث تضخم هذا الخطاب مع مجيء "الدستور الجديد",...مستعملا في ذلك كل آلياته وأجهزته بمساعدة أذياله وعملائه وأبواقه, وسخر إمكانيات مادية خيالية كلها منهوبة من عرق جبين كادحي وكادحات وطننا الجريح وخيراتهم وثرواتهم, ونال على ذلك, من طرف أسياده الإمبرياليين, مختلف أوسمة العمالة, وما سمي "بالوضع المتقدم" و"التجربة النموذجية" كنموذج على ذلك. لكن معطيات وحقائق الواقع تعري وتكشف الوجه الحقيقي لهذا النظام بما هو نظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي الجاثم على صدور شعبنا لعقود من الزمن والمغتصب لخيراته وثرواته وإرادته في التحرر والانعتاق.

ومن موقفنا كمعتقلين سياسيين, وباعتبار السجون قلاع للنضال ولترسيخ القناعات والمبادئ يبقى التأسيس لمعارك نضالية وازنة, وتعرية وفضح واقع السجون, واجهة حقيقية للصراع ضد النظام, وهو واجب كل المناضلين, فالزنازن هي في آخر المطاف, جزء من وطننا الجريح وتشكل نموذجا حيا للمجتمع الطبقي الذي يعج بكل أشكال القمع والحضر والمنع والقهر والحرمان, لذلك نتقدم بهذا التقرير الأولي حول أولى الخطوات النضالية داخل سجن عين قادوس .

منذ وصولنا إلى سجن عين قادوس( الرفيق محمد صالح وصل يوم 20 يوليوز بعد ترحيله من سجن صفرو, الرفيق عبد الوهاب الرمادي وصل يوم 21 يوليوز, الرفيق عبد النبي شعول يوم 23 يوليوز, الرفيق طارق بوراس وصل يوم 25 يوليوز, الرفيق محمد أيت رايس يوم 26 يوليوز) لم يتوقف مسلسل الإعتداءات والاستفزازات والتعذيب النفسي والجسدي كاستمرارية لما تعرضنا له داخل مخافر القمع, وتم تفريقنا على مختلف أحياء السجن(الرفيقين محمد صالح وعبد الوهاب الرمادي بالحي الجنائي, الرفيقين عبد النبي شعول بالحي الجديد, الرفيقين محمد ايت رايس وطارق بوراس بالحي الجنحي), كرد على هاته الوضعية واستمرارا لمعركة" النصر أو الشهادة" قررنا الدخول في خطوة نضالية أولية تمثلت في إضراب عن الطعام لمدة 10 أيام وهو ما أثار حفيظة إدارة السجن حيث سيقوم مدير السجن شخصيا خلال أول يوم من الإضراب عن الطعام بالاعتداء على الرفيق طارق بوراس وسيصدر أوامره بمنعنا من الخروج من الأحياء التي نتواجد بها للحيلولة دون التواصل فيما بيننا وتكثيف الرقابة والحصار, وخلال اليوم الخامس سيصاب الرفيق عبد الوهاب الرمادي بآلام حادة على مستوى الظهر والرجلين ستحرمه من النوم لثلاثة أيام, وفي ليلة الخميس 2 غشت سيسقط الرفيق عبد النبي شعول مغمى عليه لمدة طويلة فقام بمساعدته معتقلي الحق العام, أما إدارة السجن فلم تعره أدنى اهتمام, كما تدهورت حالتنا الصحية جميعا, حيث انخفض ضغط الدم وكذلك الوزن بحوالي 7 كلغ لكل واحد منا وطيلة الخطوة تجاهلتنا إدارة السجن وتجاهلت مطالبنا.

سجن عين قادوس, على غير ما يروج له النظام وأبواقه" كمؤسسة لإعادة الإدماج" وبعيدا عن لغة الشعارات البراقة, أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه " مدرسة لولوج الاحتراف في عالم الجريمة" فهنا حقائق ووقائع معاشة, ومشاهد يومية صادمة, حيث سجناء الحق العام يقدمون على جرح أجسادهم بطرق بشعة كشكل من أشكال الاحتجاج على ما يتعرضون له من اعتداءات يومية وكذا على حرمانهم من أبسط حقوقهم, إضافة إلى أن كل زنازين السجن تعج بمختلف أنواع الحشرات (بق, قمل,...) ،وتعرف الزنازين حالة من الإكتضاض القاتل حيث يتكدس بها عدد السجناء يفوق بعدة أضعاف الطاقة الاستيعابية , فمثلا يتواجد الرفيق محمد ايت رايس في الغرفة 7 بالحي الجنحي مع 90 سجين علما أن مساحتها لا تتجاوز 24 متر مربع والرفيق طارق بوراس في زنزانة أصغر من الأولى تضم أزيد من 50 سجين ويتواجد الرفيق عبد النبي شعول في زنزانة صغيرة تضم أكثر من 40 سجين. بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الرطوبة...هذه البيئة اللاإنسانية تعتبر مرتعا خصبا لنمو وتكاثر مختلف الحشرات والجراثيم الضارة وتفشي الأمراض الخطيرة، منها الجلدية(الجربة) و الربو والسل شكل مهول وسط السجناء وما يزيد من تأزيم الوضع وجود مصحة صغيرة تفتقر لأبسط التجهيزات الطبية وتعج يوميا بأعداد كبيرة من المرضى تزداد معاناتهم أمام تفشي ظاهرة الرشوة والزبونية للاستفادة من التطبيب (حالات الوفيات نتيجة الإهمال).

ويعرف هذا السجن, تفشي وانتشار المخدرات بكافة أنواعها بشكل مهول ،وكل ذلك يتم تحت أعين الإدارة وبتواطؤ منها مع أباطرة المخدرات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق توظيف شبكات للتوزيع والبيع مكونة من بعض الموظفين وبعض السجناء ,أما أماكن النوم فيتم توزيعها حسب الأثمان ولغة المال والجاه هي السائدة, من يدفع أكثر يأخذ مكانا مريحا, ومن يدفع أقل يأخذ مكانا أقل راحة وهكذا دواليك, ومن ليس لديه لا مال ولا جاه يعيش حياة الذل والمهانة, ويأخذ شبره في مكان يسمى "لاڭار" أو أمام المرحاض حيث الروائح الكريهة.

وفي أجواء الحرارة المفرطة خلال فصل الصيف , يعاني السجناء ويشتكون من قلة الماء البارد, فمثلا يضم الحي الجديد أزيد من 100 معتقل يستفيدون من ثلاجة واحدة, والحي الجنائي يضم أكثر من 300 معتقل لديهم كذلك ثلاجة واحدة على غرار باقي الأحياء, زد على ذلك منطق قانون الغاب حيث أن الأقوياء وذوي المال هم وحدهم من يستفيدون منها, أما بالنسبة للفسحة فالأمر لا يختلف ففي الوقت الذي لا يستفيد فيه أغلب السجناء من الفترة القانونية" المخصصة لذلك نجد أصحاب المال والجاه يصولون ويجولون كما يشاؤون.

فالسجن مصدر الآلام والمعاناة بالنسبة للسجناء وبالمقابل مورد للربح والاغتناء بالنسبة للإدارة وأعوانها.

هذه فقط شذرات بسيطة ولمحة عامة من شروط قاسية نعيشها ونعاينها داخل السجن وطيلة أيام اعتقالنا ونحن نطالب إدارة السجن بتحسين الوضعية, إلا أن الإجابة الوحيدة التي تلقيناها إلى حدود اللحظة هي الرفض والإهانة.

كان هذا تقرير بسيط, ونعد الرأي العام والمتتبعين بتقارير دقيقة ومفصلة في مستقبل الأيام.

وفي الأخير نحيي عائلات المعتقلين السياسيين وكل المناضلين والمناضلات ،كما لا يفوتنا أن نحيي مجموعة من الموظفين على تعاملهم الإيجابي ونحيي كذلك معتقلي الحق العام على تعاطفهم معنا.

لا سلام لا استسلام... معركة إلى الأمام

0 التعليقات:

إرسال تعليق

صفحتي على الفايس بوك

ما تقييمك للموقع؟

فضائح نائب التعليم بتاونات

تطالب برحيل النائب الإقليمي UMT

إحتجاجات غير مسبوقة بتاونات

عدد الصفحات التي تمت زيارتها