الصفحات

المكتب الاقليمي للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي .

الأعضــاء

يتم التشغيل بواسطة Blogger.







الكيان الصهيوني هذا الجسم الإستعماري الغريب عن المنطقة  ويأتي في إطار التحريف الإستعماري للتطور التاريخي لشعوب المنطقة إن لم نقل التحريف الإستعماري للتطور التاريخي التحرري الإنساني .جسم غريب أقيم خارج منطق الحياة الطبيعي، وخارج منطق التاريخ والجغرافيا والقوانين الطبيعية. فالباطل الذي يمثله الكيان الصهيوني هو نتيجة للمكر و الدهاء و التآمر الإستعماري الإمبريالي، والذي تجسّد في وعد بلفور المشؤوم ، والذي أتى كتتويج للمخطط الإستعماري في اقتسام العالم وتثبيث أقدامه في منطقة البترول ، وتقسيم هذه الأخيرة في اطار المنطق الإستعماري "فرق تسد". فأتى وعد بلفور في 02/نونبر/1917م ، غداة الحرب العالمية الأولى وانتصار الثورة الإشتراكية وإحساس الإمبريالية بأن الأرض ترتج تحت أقدامها وتبحث عن بديل للأساليب القديمة في استعمار الشعوب وبلقنة الصراع أو الأصح أقلمة الصراع .  فكان وعد بلفور البريطاني هو الأجرأة الفعلية لتقسيم الشعوب والمنطقة العربيين،ودعم مباشر للموالين للإمبريالية الدولية . بزرع اسفين بين شطريه المنطقة العربية ، الشطر الشرقي بآسيا،والشطر الغربي بإفريقيا، عند أقدام أغنى منطقة بترول،وماء،وغاز عالميا،والمؤهلة بإحكام القبضة على مخنق الإمبريالية العالمية من خلال مؤهلاتها الطبيعية والبشرية والحضارية للتحرر،وإزعاج المراكز الإستعمارية العالمية . فكانت المؤامرة الكبرى التي استهدفت الأمة العربية والتي ما زالت الشعوب حتى الآن تعاني من ذيولها ونتائجها.
إنها مؤامرة منح من لا يملك ـ الإستعمار البريطاني ـ لمن لا يستحق ـ النتوء الإمبريالي الصهيوني ـ. وكانت النتيجة أن فلسطين تحولت إلى أكبر قاعدة امبريالية صهيونية استعمارية استيطانية . وتحول شعب فلسطين إلى مجموعات من اللاجئين بعدما سلبت أرضهم وأهدر حقّهم في الحياة . وأصبح الكيان الصهيوني بؤرة لإرهاب الدولة، والخنجر المسموم الذي قطع أوصال الأمة،وبؤرة مرجعية لكل فساد ورجعية بالمنطقة . فما أن تمّ اقتسام المنطقة بين طرفي الإستعمار آنذاك بريطانيا وفرنسا في معاهدة سايكس ـ بيكو لاقتسام تركة الرجل المريض (الدولة التركية)، وجعلت فلسطين بموجب هذه الإتفاقية من نصيب
انجلترا  حيث تبنت هذه الأخيرة فكرة إقامة وطن قوميّ لليهود في فلسطين. وأصدر وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في 02/11/ عام 1917م، وهي الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
رغم إن البدايات الأولى لفكرة إنشاء وطن خاص ب"اليهود"، وليكون حارسًا على مصالح الدول الاستعمارية في الشرق،كان منذ الأزمات الأولى للإستعمار،وانكسار الحملات الصليبية.
ومع نهايات القرن التاسع عشر انتقلت فكرة الصهيونية التي تزعمها "تيودور هرتزل" مؤسس الحركة الصهيونية – من مرحلة التنظير إلى حيّز التنفيذ، وذلك بعد المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل عام 1897م، وتجلى ذلك بوضوح في سعي الصهيونيين الدائب للحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي يهودي.
وكان التفكير يتجه في البداية إلى منح "اليهود" وطنًا في شمال أفريقيا، ثم تلا ذلك تحديد منطقة العريش بمصر، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل، فاتجه التفكير الصهيوني إلى فلسطين، وسعى "هرتزل" إلى مقابلة السلطان العثماني "عبد الحميد"، وحاول رشوته ،  ولكن السلطان رفض.
وتعهدت بريطانيا بتحقيق المشروع الصهيوني الإستعماري .
بإقامة الوطن القومي لليهود.
ولم تكد تمضي بضعة أشهر على هذه الأحداث، حتى وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، ودخلت الجيوش البريطانية إلى القدس.
وفي إبريل 1920م يوافق "المجلس الأعلى لقوات الحلفاء" على أن يعهد إلى "بريطانيا" بالانتداب على "فلسطين"،من أجل وضع "وعد بلفور" موضع التنفيذ.
ثم ما يلبث مجلس "عصبة الأمم المتحدة" أن وافق على مشروع الانتداب في 24 من يوليو 1923م، ثم دخل مرحلة التطبيق الرسمي في 29 من سبتمبر 1923م.
كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت في 29 من نوفمبر 1947م مشروعًا يدعو إلى إقامة دولة "يهودية" على أرض فلسطين".
إن المواجهات التي تجري على ارض فلسطين  منذ 01/01/1965، رغم فارق القوة، وغياب العالم عن الجرائم الصهيونية اليومية، إنما هي التأكيد على أن الوعد الذي صدر  منذ 1917م لن يحقق النجاح المأمول، وسيبقى الكيان الصهيوني  جسما غريباً غير قابل للإستمرار في الحياة ، لأنه أقيم خارج الحياة نفسها وخارج التاريخ والجغرافيا. وكيان لا يمكن أن يعيش إلا على الدم والدمار والعدوان والإرهاب، مآله الزوال ولو بعد حين، وما يقوم على باطل فهو باطل.والوعي الشبابي والحراك العربي التحرري قمين بإعادة الأشياء إلى نصابها.
                                                              01 /11/2012م
محمود البوعبيدي/كاتب. صحفي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

صفحتي على الفايس بوك

ما تقييمك للموقع؟

فضائح نائب التعليم بتاونات

تطالب برحيل النائب الإقليمي UMT

إحتجاجات غير مسبوقة بتاونات

عدد الصفحات التي تمت زيارتها